حسب مصادر متابعة لما جرى، وهي بمثابة عدوان كبير على السلم الأهلي، لكن التعامل الحاسم للجيش بعد الحادثة واعتقال رأس الفتنة عمر غصن ونجله غازي والعدد الأكبر من الذين نصبوا الكمين ومعظمهم من آل نوفل بالإضافة الى سوريين شاركوا في نصب الكمين، قد يساهم بتهدئة الأمور ووضع حد لما يجري في خلدة خصوصا أن تعامل الأجهزة الأمنية بعد الحادث وضع حدا لكل التأويلات والأسئلة والاتهامات عن تقصير الجيش، وكيف أُقيم الكمين في منطقة أمنية مع هذا الحجم من الذخائر والعتاد وانتشار القناصة.
ويبقى على الأجهزة الأمنية فكفكة البؤرة الإرهابية بين خلدة ومفرق برجا مرورا بالناعمة ووضع حد للنشاط الإرهابي في هذه المنطقة، خصوصا أن المعلومات باتت معروفة عن هذه الشبكة ومن يديرها.
وفي المعلومات، أن المداهمات الواسعة لمخابرات الجيش جعلت من عمر غصن ونجله غازي والمنفذين اللبنانيين والسوريين يلجؤون إلى مسجد خلدة للاحتماء والتحريض على الجيش إذا حاول الدخول الى المسجد، وقد طوق الجيش المكان، وبعد أن اقتنع غصن بأن هناك قرارا باعتقاله وأن الغطاء رُفع عنه قام بتسليم نفسه مع ابنه وشبكته الإرهابية ونقلته قوة كبيرة من الجيش إلى اليرزة، كما ساهمت فاعليات خلدة والعشائر العربية بتسليمه بعد رفع الغطاء عنه.
وحسب المصادر، فإن المحرض الأكبر على التصدي لحزب الله وقطع الطريق ومساندة المسلحين كان الشيخ عمر غصن، والأجهزة الأمنية تعرفه معرفة شاملة من «رأسه حتى أخمص قدميه»، وقد اعتقل أكثر من مرة من قبل الأجهزة الأمنية، وأدت التدخلات السياسية إلى إطلاق سراحه سابقا، وتأمين الرعاية له من مختلف القوى السياسية في ١٤ آذار ووصف “بشيخ الثورة”.
وحسب المصادر الأمنية، أن التحقيق معه ومع بعض الكوادر الإرهابية قد يفك كل الألغاز التي جرت في خلدة ويطمئن اللبنانيين إذا كانت الدولة جادة فعلا في الوصول إلى الحقيقة ، والأسرار عنده حتما، و يعرف كل الخلايا والخبايا، والأجهزة الأمنية قادرة الآن على استعادة هيبتها والقول للجميع «الأمر لي»، لأنها عرفت كيف تتعامل مع مجرمين قتلوا مدنيين بشكل علني وفي عز النهار وعالمكشوف «ودون ستر مخبى»، واستهداف موكب تشييع دون الالتفات إلى حرمة الموت التي أقرتها الشرائع السماوية، وهذه العملية حسب مصادر متابعة، نفذت بقرار، وليست بدائية أو من تنفيذ غاضبين أو من أجل الثأر ،بل هدفها تفجير البلد برمته وخلق فتنة وخطوط تماس في خلدة على طريق الجنوب لقطع طريق المقاومة ،وهذا هو الأساس والباقي تفاصيل، وقد عبر بوضوح وبشكل جريء وليد جنبلاط عن هذا المنحى بالقول « ممنوع قطع طريق الجنوب وهي لكل الناس»، نافيا أي صلة لعمر غصن بالحزب الاشتراكي، وسجل ارتياح لمواقف جنبلاط الذي أكد أن الحل يكون باعتقال كل من قام بإطلاق النار.
وحسب المصادر، فإن جريمة خلدة تحتاج لرصد وتمويل وتخطيط، والتنفيذ يحتاج لمحترفين، والوقائع الميدانية تؤكد أن المنفذين أصحاب سوابق ومدربين على القتل بأعصاب هادئة، والأسلوب المعتمد في كمين خلدة يشبه أسلوب المسلحين في سوريا، كما أن انتشار القناصة السريع وقطع الطرقات وعرقلة انتشار الجيش وتطويق منزل الشهيد علي شبلي ومحاصرة عائلته، دليل على وجود خطة محكمة من أشخاص متمرسين، كما أن إشعال السيارات والدواليب مع دخول الجيش لحجب الرؤية وتأمين الغطاء لانسحاب المسلحين، دليل إضافي على التخطيط المسبق، وهذا ما تؤكده الوقائع الميدانية، حسب المصادر المتابعة، وهكذا عملية لا يمكن أن تقدم عليها أي مجموعة من دون دعم وأموال وحمايات، وتحمل النتائج والتداعيات، وهذا تخطيط دول وأجهزة مخابرات كبرى وللموساد الإسرائيلي دور كبير، ويبقى كشف الحقيقة من مسؤولية الجيش اللبناني.
وفي المعلومات، أن مسؤولا أمنيا سابقا خدم كل فتره تواجده في الجيش في المجال الأمني، قال لأصدقائه منذ شهر تقريبا «الخطر الأساسي الأكبر على لبنان في المرحلة المقبلة هي طريق الجنوب، والقوى المعادية للمقاومة قادرة على الاستثمار في هذه المنطقة ويجب حسم هذه الثغرة، وإلا فإن التوترات والمشاكل ستنفجر في خلدة والبلد».
وحسب المصادر، فإن ما يجري قد يكون مقدمة لطرح نشر قوات دولية على طريقي الجنوب، وبيروت –دمشق، كون ما جرى في خلدة خطير ويكشف عن رؤوس مخططة عشية انفجار المرفأ والاحتقان الشعبي والتظاهرات والهيجان الإعلامي، لكن تعامل حزب الله مع الحدث أذهل سفارات ودولا وقيادات، والخصوم والأصدقاء ونجح في وأد الفتنة وطيّر عقول المخططين وكسب الجولة وربح البلد رغم فداحة الخسارة على استشهاد ٤ شبان هزموا «إسرائيل» والإرهاب في بنت جبيل وسوريا وقتلوا غدرا في خلدة «كرمى لعيون إسرائيل».
وتشير المصادر المتابعة، إلى خطورة ما جرى في خلدة، ولا تستبعد وجود أصابع «للموساد» في منطقة ضعيفة أمنيا بين الناعمة وشاطئ الجية في ظل النشاط «الإسرائيلي» في هذه المنطقة، خصوصا أنه منذ أكثر من شهرين وُجدت آثار لأقدام على شاطئ الجية قد تكون لجنود «إسرائيليين» حسب المصادر والمعلومات، علما أن «إسرائيل» نفذت معظم عملياتها الأمنية انطلاقا من هذه الثغرة، ولذلك فإن من واجب الأجهزة الأمنية كشف كل التفاصيل وما إذا كان هناك تواصل أو علاقة بين ما جرى في خلدة والنشاط الإسرائيلي.
كل هذه الأسئلة بحاجة الى أجوبة من الجيش والقوى السياسية مع ارتياح اللبنانيين لبيان «المستقبل» ورفع الغطاء عن كل مرتكب ودعوة الجيش للحسم، لكن على سعد الحريري أن يوضح علاقته بالشيخ عمر غصن، لكن المعلومات أكدت انأنه تعامل كرجل دولة وتواصل مع الجميع وتحديدا مع بري وحزب الله، والمعلومات المتداولة أخيرا تشير إلى أن عمر غصن هو في أحضان بهاء الحريري مع كل المشاغبين على طريق الناعمة – برجا لقطع طريق الجنوب وخراب البلد.
رضوان الديب