كل الفساد والانهيار الذي حصل والحاصل في لبنان أدير تحت عيون ومباركة أميركية وبأيدي لبنانية، وبحركة واقعية مسهلة من السفارة لأدواتها الداخلية من مرتزقة صنعتهم هي بكل وضوح، وبأوامر وخطط منها كي تتمكن من تسيير دفة الشؤون اللبنانية، وكي يبقى هذا البلد تابعاً، ومركزاً مخابراتياً، وباراً لإغتيالات شعوب وفكر المنطقة، وشجع على نجاح ذلك عدم قناعة المواطن بالوطن وبوطنية الشعوب اللبنانية!
إلا أن إزدياد فجور جماعات السفارة في ارتكاب فعل الخيانة إلى حدود الفشل والانكشاف الكلي لكثرة فسادهم وسرقاتهم، وتضخم ثرواتهم أحدث خلالاً في الاستمرارية، وفي السيطرة على مرافق ما تبقى من وطن الكذبة، وهكذا واقع تطلب التدخل السريع من السفارة الأميركية بشكل علني، وذلك من أجل تحديد مساحة زعامات ورجال دين تتحرك كالدمية في ظلها، وصولاً إلى سجن من لا يتوافق مع مطالبها وسياستها مثل حزب الله والمقاومة في دوامة المشاكل المعيشية اليومية والمخيفة!
وعمق هذه الأزمة غياب المواطنة في الشعوب اللبنانية، وعدم وجود مسؤولية وطنية عند زعامات الطوائف الحاكمة، ورجال دين لطوائف موظفة في الدولة دورها تدعيم الشرخ الوطني. واستطاعت السفارة الأميركية في لبنان استغلال كل شاردة وواردة في نظام المرتزقة، وكانت طرفاً شرساً بدعمها الواضح للتحركات المشبوهة في السياسة وفي الشارع، وأصبحت اليوم تتصرف بشكل علني وبفجور بعد انكشاف عورات ساسة البلد التي سلمت مفاتيح زعاماتها والوطن والمواطن إلى السفارة على أمل الوصاية الكلية!
وهذه السفارة كانت سبباً رئيسياً للأزمة السياسية والحياتية، وهي من راكمها، ومن استغلها، ومن قام ببناء ودعم زعامات ورجال طوائف، وتوظيف شخصيات في قيادة مرافق الدولة تابعة، ووجوه إعلامية فاسدة، والوقوف معها وبجانبها، دون أن ننسى مسؤولية غياب المواطنة في الشعوب اللبنانية
جهاد أيوب