بينما يجلس أحد الصحفيين ليكتب مقالًا يتهجّم فيه على الدواء الإيراني، أو يُعدّ أحد السياسيين المسؤولين عن أزمة الدواء، خطابًا شعبويًّا يشكك فيه بصلاحيته وجودته -وهو ليس من أهل الاختصاص- لأجل الهرطقات السياسية لا غير، ينتظر المرضى في لبنان ومن بينهم الأطفال حديثي الولادة ومرضى السرطان والكلى جرعاتهم المفقودة، بفعل كارتيلات ومافيات “الأحزاب الأميركية في لبنان” الذين يحتكرون الدواء ويمنعون التوصل إلى أي حل جدي لإنقاذ حياة هؤلاء.
منذ بدء أزمة الدواء في لبنان طرح حزب الله حلًّا للأزمة باستيراد الحاجات الاستشفائية والدوائية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد بدأ فعليًا بتنفيذه.
مصادر طبية أكدت للخنادق أن نحو 120 صنفًا من الدواء إيراني الصنع بات متوفرًا في لبنان، مسجلًا تحت 28 اسمًا تجاريًّا، وتشكل ادوية الأمراض المزمنة والمستعصية الجزء الاكبر منها. هذه الأدوية تأتي عبر شركات لبنانية عدة أهمها ” Lebiran” و” Ibn Sina pharm”. وأكدت هذه المصادر ان الأدوية نفسها يعتمد عليها حوالي 80 مليون إيراني وليست مصنعة خصيصًا للبنانيين، واللافت أن اسعار هذه الادوية الايرانية رخيصة قياسا مع اسعار الادوية الاخرى المشابهة لها في الصيدليات اللبنانية، لدرجة انه قد يصل سعرها إلى الضعف أو الضعفين بسبب الاحتكار.
الشركات الإيرانية المصنعة:
شركة CinnaGen:
تتمتع شركة CinnaGen إلى جانب شركة Abidi بحضور كبير في عدد من الدول حول العالم خاصة الأوروبية مثل روسيا وألمانيا وذلك في السنوات الـ 6 الأخيرة، وهي تصدر ادويتها الى نحو أربعين بلدا.
تأسست شركة CinnaGen عام 1994 حيث حققت انجازًا ملحوظًا في الشرق الأوسط وشمال افريقيا منذ بداياتها. حاصلة على شهادات التصنيع الجيدة (GMP) من وكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، لتصبح أول مصنع بيولوجي كامل الدورة يتم اعتماده في المنطقة.
معدل نموها السنوي المركب، الذي يتجاوز 58٪ على مدى السنوات الثلاث الماضية، مما يجعل CinnaGen واحدة من أسرع شركات الأدوية البيولوجية نموًا في المنطقة. وهي مسؤولة عن أكثر من 55٪ من صادرات الأدوية الإيرانية وقد أطلقت العديد من مشاريع نقل التكنولوجيا مع شركائها في جميع أنحاء العالم.
شركة Abidi:
ضمن Koble Group وهي مجموعة رائدة في صناعة الأدوية والرعاية الصحية ذات هيكل متكامل وبالتعاون مع العديد من الشركات العالمية مثل Sanofi وAstrazenka وNovartis وSinton وتأسست 1946.
تتكون هذه المجموعة من صيدلية د. عبيدي وشركتي “كوبيل دارو” و “أدورا طب”، والتي تعمل في 13 مجموعة علاجية، وتعمل كل شركة من شركاتها على النحو التالي:
Abidi لتطوير الأدوية والإنتاج، و “كوبل دارو” للتسجيل والاستيراد و “آدورا طب” للتوزيع العالمي للصيدليات.
فيما قُدر سوق الأدوية الإيرانية بنحو 2.35 مليار$ عام 2014 وحوالي 3.31 مليار $ في عام 2019.
السيد نصرالله: الدواء الإيراني اصبح متوفرًا في الأسواق
لا رحمةً من الدولة اللبنانية تشمل المصابين في “مجزرة عكار”، والذي دعا وزير الصحة حمد حسن بنقلهم إلى الخارج لإنقاذ حياتهم لعدم وجود مستلزمات علاجهم، ولا عِبرة اتخذها المسؤولون “عديمو المسؤولية” بعد وفاة الطفلة جوري السيد -تبلغ من العمر بضعة أشهر- التي قتلتها مافيات الدواء، ولا أذن صاغية للتقارير التي تؤكد أن أكثر من 150 دواء لعلاج الأمراض المستعصية مفقود.
لذا حتى لا يبقى المواطن اللبناني ينتظر “حكم الافراج عن حياته” بينما يتلقى الذين يقفون بوجه استيراد الكميات المطلوبة من الدواء الإيراني علاجهم مع ذويهم في أرقى المستشفيات في أوروبا، صرّح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لقاء داخلي، ان الدواء الإيراني اصبح متوفرًا في الأسواق اللبنانية و”يبلطوا البحر واللي بيقولوا عن الأدوية الإيرانية سم ما ياخدوا منها”.