قال الرئيس الفرنسي في افتتاح المؤتمر الدولي لمساعدة لبنان أن بلاده ستقدم مساعدات مالية بقيمة 100 مليون يورو للشعب اللبناني وكذلك دعمه بنصف مليون جرعة من لقاحات فايروس كورونا ،وتعهدت الدول المشاركة في المؤتمر بتقديم نحو 370 مليون دولار كمساعدات للبنان وسط تردي الوضع الاقتصادي والجمود السياسي.
وفيما يغرق لبنان بالعتمة وسط أزمة وقود مستشرية منذ أسابيع، أبدت الولايات المتحدة نيتها بمساعدة البلاد على توفير الكهرباء ،فقد أعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان لها، أن السفيرة الأمريكية دورثي شيا أبلغت رئيس الجمهورية ميشال عون هاتفيا قرار بلادها بمساعدة لبنان على توفير الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري.
وفي بغداد عُقد اتفاق بين العراق ولبنان على تبادل الطاقة، يمنح العراق بموجبه لبنان الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه مادة زيت الوقود الثقيل، مقابل “خدمات وسلع” كما جاء في بيان لرئاسة الوزراء العراقية بموجب عقد موقع بين الطرفين.
في حين أكد وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني استعداد بلاده للمساعدة على حل الأزمات التي يعاني منها لبنان على مختلف الأصعدة وذكر بيان أصدره المكتب الإعلامي للرئيس اللبناني، ميشال عون، أن الأخير أبلغ الوزير القطري ترحيب لبنان بالدعم الدائم الذي تقدمه قطر في المجالات كافة.
وأضاف بيان قصر بعبدا أن عون أوضح للوزير القطري المعطيات التي أدت إلى تفاقم الأزمة اللبنانية وتأخير تشكيل الحكومة وقال: “إن قطر وقفت دائما إلى جانب لبنان، وأي خطوة يمكن أن تقوم بها للمساعدة على حل أزماته الراهنة ، هي موضع ترحيب و تقدير من اللبنانيين.
يُذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، كان قد دعا قطر قبل ثلاثة أشهر لمساعدة بلاده التي بلغت حافة الانهيار الاقتصادي الشامل، وذلك خلال زيارة قادته بها إلى العاصمة القطرية شهر إبريل الماضي.
ودعا دياب المجتمع الدولي إلى عدم ربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة جديدة، فيما يغرق البلد في انهيار اقتصادي غير مسبوق، لم يعد تداركه ممكنا، محذرا من ان اللبنانيين باتوا “على شفير الكارثة”.
وفي كلمة ألقاها دياب أمام عدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت: “أصبح ربط مساعدة لبنان في تشكيل الحكومة يشكل خطرا على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمنا باهظا يهدد حياته ومستقبله”.
وفي ظل كل هذه الوعود لكل من الولايات المتحدة وفرنسا وقطر وغيرها الكثير بقيت مجرد كلمات لم تبصر النور إلا أن الدولة الوحيدة التي بادرت بالمساعدة قولا وفعلا هي إيران.
حيث أفادت مصادر أن حزب الله بدأ فعليا بإدخال البنزين و المازوت المستورد من إيران إلى لبنان عبر الحدود البرية مع سوريا مشيرة إلى أن الحزب كان يحاول في السابق من خلال اجتماعات كثيرة عقدت مع المعنيين في منشآت النفط في الزهراني أن يفرغ حمولة الناقلات الإيرانية التي تأتي من طهران في المصفاة ولكن الرفض كان سيد الموقف.
ولفتت إلى أن الحزب لجأ إلى السلطات السورية مباشرة وتم تنسيق الأمر معها بحيث تأتي ناقلة النفط إلى مصفاة بانياس ومن ثم تُنقل برا إلى لبنان ليتم تفريغها في محطات الأمانة التابعة للحزب مبينة أن العدو الإسرائيلي لجأ أكثر من مرة سراً وعلانيةً إلى ضرب بعض الناقلات التي تصل إلى مصفاة بانياس من أجل تشديد الخناق على الحزب.