أبدت تركيا اليوم انزعاجها الشديد من وحدات حماية الشعب بسبب مقاومتهم المستمرة لوجودها في المنطقة، حيث أدّى ذلك إلى قتل البعض من الجنود الأتراك في مدينة مارع بريف حلب، كما لم يعجبها كلا الموقفين الروسي والأميركي وعلى ما يبدو من خلال مسار الأحداث التي نشهدها حاليا في الريف الشمالي لحلب يبدو أن تركيا عازمة على القيام بعمل عسكري في الأيام القليلة القادمة.
فقد رفعت تركيا من وتيرة تهديداتها حيث أكّد وزير الخارجيّة التركي مولود تشاووش أوغلو أن تركيا “ستفعل ما هو ضروري لأمنها” في أعقاب ما قال إنّها زيادة في هجمات وحدات حماية الشعب عبر الحدود. كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنديين تركيين، كان الطّامة الكبرى وإن أنقرة عازمة على القضاء على التهديدات القادمة من شمال سوريا.
بدأ العد التنازلي إعلامياً من قبل الأتراك وعسكرياً من قبل الفصائل الموالية لهم بحشد قواتها والتحضير لعمليّة تل رفعت في ريف حلب الشمالي بعد الهزائم التي منيت بها تركيا وأدت إلى مقتل جنودها في محيط تلك المنطقة من قبل القوات الكردية، فمدينة تل رفعت تقع في ريف حلب الشمالي وتحوي آلاف المشردين الأكراد من عفرين اللذين هربوا إليها بسبب سيطرة التركي على منطقة عفرين حيث تعرضوا للقتل على يديه نتيجة لعمليتها العسكرية عام 2018.
عين تركيا اليوم على تلك المنطقة التي وعدت فيها مناصريها لتنفيذ خطة اتساع أنقرة ،ولا شكّ أنّ روسيا لن تسمح لتركيا بتنفيذ هكذا حماقة والعلم الروسي ما يزال مرفرفاً فوق تلك المنطقة حتى أنّ دبابات السورية موجودة وجاهزة.
فبحجّة ردع قوّات قسد ستقوم تركيا اليوم بالسيطرة على مناطق جديدة داخل الأراضي السورية متجاهلة بذلك كل الأنظمة والقوانين الدولية، ومن جهة أخرى ربما تكون هذه الهجمات على القوات التركية مفتعلة لتكون ذريعة لتركيا بالهجوم والسيطرة على تل رفعت والقرى المحيطة بها.
وهنا لابد من الإشارة إلى أنّ حلفاء تركيا من المعارضة المسلحّة بعفرين تقوم بنهب المحاصيل الزراعية وسرقتها كالزيتون وزيت الزيتون والقمح ممّا دفع أهالي عفرين إلى قطف المحاصيل قبل وقتها خوفاً من أن تسرقها المجموعات المسلحة ناهيك عن الأتاوات التي فرضت من قبل المسلّحين على الأهالي لقاء السّماح لهم بجني ما تبقّى من محصولهم.
وتعرّضت مختلف مناطق “عفرين” الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلّحة، مع بداية موسم حصاد الزيتون. لسرقاتٍ كبيرة من قبل مسلّحي أنقرة استهدفت أشجار الزيتون ومحصولها.