تستمر نتائج أحداث الطيّونة في لبنان والتحقيقات فيها، وفي خطوة ربما من شأنها أن تزيد التوتر في لبنان، فقد أبلغت مخابرات الجيش اللبناني رئيس “حزب القوّات” سمير جعجع وجوب الحضور للمحكمة للإدلاء بإفادته حول ما حصل في الطيّونة حيث كان جعجع قد اشترط حضور الأمين العام لحزب الله.
هنا يسأل مراقبون، إلى أين ستتجه الأمور في هذه القضية؟ فهل سيذهب جعجع إلى المحكمة أم أنّه سيتمسّك بقوله بأنّه يريد حضور السيد نصرالله.. حسب آراء الكثيرين والتحليل السياسي للوضع المتعلّق بجعجع وتاريخه فإنه غالباً لن يذهب يوم الأربعاء إلى التحقيق.
لقد دخل لبنان اليوم في صراع قضائي كبير، تزامناً مع تحقيقات البيطار في قضية انفجار مرفأ بيروت، كل ذلك يخلق جو من التوتر والخوف من أن نشهد جولات مشابهة للطيّونة ، فقد تم استدعاء 18 شخصاً إلى المحكمة ومن بينهم جعجع على خلفية تلك الأحداث في الطيّونة.. فماذا بعد الأربعاء؟
في حال عدم ذهاب جعجع ربما سيتجّه القاضي ليقيم مذكرة توقيف بحق جعجع سينتج عن ذلك مزيد من التّوتر، و بالطّبع فإنّ لبنان والشعب اللبناني بغنى عنه في الوقت الحالي.. لا شكّ أنّ الكثير من القوى السياسية تريد وضع اللّوم على حزب الله لخلق جو سياسي مشحون ومتوتر لكن وكما هو واضح أنّ حزب الله لم يتدخل أبداً لا سياسياً ولا داخلياً لا من قريب ولا من بعيد، فقد وقف موقف الحياد وترك القانون يأخذ مجراه، كما ولم يتدخل أيضاً بتحقيقات البيطار، فلو أنً الحزب أراد ذلك كما فعل البعض لأصبحت بيروت تحت سيطرة الحزب بدقائق، لكنّ حزب الله يتصرف تحت سقف القانون ولا يريد للبنان مزيد من التّوتر وجرّ المنطقة إلى حرب أهلية لا يمكن التعافي منها.
الجدير بالذكر أنه في عام 2008 حين تمادى تيّار المستقبل على حزب الله وصعّد الموقف بشكل كبير، نتيجة لذلك قام الحزب باقتحام مكاتب قناة المستقبل واستخرج ملفّات ووثائق تدين التيّار خلال ساعات، وقامت القناة بمهاجمة حزب الله بشدّة، واتهمته بالحريق الذي أتى على استديوهاتها ونهب مستندات ووثائق.