شهدت المنطقة في تل تمر أمس مناورات عسكرية مشتركة بين القوات الروسية والسورية وتأتي هذه نتيجةً للأحداث الّتي جرت في بحر الأسبوع الماضي، وما تدّعيه تركيّا من هجمات القوات الكردية على قوّاتها المنتشرة بالقرب من المنطقة لتتّخذ من كل ذلك ذريعةً للتدخل وشنّ عملية عسكرية في تل تمر.
من الواضح أنّها رسالة شديدة اللّهجة موجّهة لأردوغان الّذي ينوي تنفيذ عمل عسكري في المنطقة، وبحسب شبكة “نورث برس” فإن الطّائرات الرّوسيّة قد قامت بمناورات عسكريّة في سماء تل تمر على مقربة من مناطق تواجد القوات التركية، فيما صرّحت وكالة “هاوار” أنَّ القوّات الروسية نفّذت مناورات مشتركة مع الجيش السوري جواًّ وبرّاً حيث سُمعت أصوات الإنفجارات في القرى المجاورة.
وأطلقت الطائرات الروسية بالونات حراريّة عدّة مرّات بالقرب من المدينة ملاصقة للطريق الدولي M4 بالإضافة لإطلاقها لصواريخ في جرود المنطقة بالقرب من قرية تل اللبن.
بدورها قامت القوات السورية بتنفيذ مناورات وبالذخيرة الحيّة بالاشتراك مع سلاح الجوّ الروسي الذي قام بالتحليق على علوّ منخفض وإطلاق بالونات حرارية في المنطقة مستعرضاً القدرات المهاريّة للطيارين الروس والقوة النارية السورية وقدرتها على ردّ أي عدوان.
كل ذلك جاء نتيجةً للنوايا التركية في السيطرة على المنطقة وتوسّع أنقرة نحو مزيد من السيطرة، فتل تمر لها موقع استراتيجي مهم في المنطقة لما له من أهمية فهو يصل مدينة حلب مع الحدود العراقية مروراً بالرقة والحسكة، ويصل الحسكة بالقامشلي علاوة على وقوعها على الطريق الدولي M4.
والجدير ذكره أنّ توقيت هذه المناورات جاء في الوقت الذي مرّ فيه رتل عسكري أميركي إلى منطقة تل تمر انطلق من الحسكة باتجاه المنطقة، وليس هذا فقط فالقوات التركية استهدفت مواقع لقسد عن طريق مُسيّرات أيضاً في ذات التوقيت.
تُرى هل سيفهم أردوغان مضمون الرسالة الروسية ويعدل عن الإقدام على هكذا تصرف أحمق، أم أنه سيصرّ على عناده وسيقوم بتنفيذ عملية عسكرية ويتحمّل نتائج تصرّفه الأخرق.