مرّ أسبوع ولبنان ينتقل من حفرة لأخرى أكبر من سابقتها، فالوحش الخليجي وضع لبنان بين فكّيه حتّى يسحقه، ماذا يستطيع ميقاتي أن يفعل بعد الآن هو وهذه الحكومة التي هي الآن في موقف لا تحسد عليه أبداً، مكتوفة الأيدي مكبّلة بسلاسل الأزمات وقيود الخليج وغارقة بأعماق الإقتصاد المتهالك الذي شلَّ لبنان من جميع أطرافه ومفاصله.
من المعيب أن تتصّرف السعوديّة بهذا الشّكل وأن تقوم بتحريض جميع دول المنطقة على لبنان الّذي لا يتعدّى بالمساحة أن يكون كملعب كرة قدم في السعودية، وبتصريحات السعودية فقد قالت إنّ الشعب اللبناني الشقيق لا علاقة له فيما يحدث على الساحة السياسيّة بين لبنان والسعودية، فالخليج يقوم بمعاقبة الحكومة و وزيرها القرداحي بتصرّفه وتصريحاته المسيئة بحدّ زعمهم.
أين العقل في ذلك؟ ولماذا كلّ هذا الاستغباء أو الغباء؟ إن صحّ التعبير فأنتم اليوم بقطعكم علاقاتكم الإقتصادية و السياسية وسحب سفيركم من لبنان تعاقبون الحكومة أم تحملون المواطن اللبناني مزيداً من الأحمال والأثقال التي سوف تسحقه بلا شك؟
أسعار الصرف سوف تزداد و المعيشة ستصبح مستحيلة، واللبناني اليوم بالكاد يتناول الطعام والشراب، لتأتي دولة كبيرة كالسعودية وتسمي نفسها “إسلاميّة” لتحارب بلد عربيّ شقيق، والطريف بالأمر أن شركة dhl نقل الطّرود البريديّة قامت بالاعتذار عن تسليم الطرود للسعودية القادمة من لبنان وسوف تعيدها إلى مصدرها، فالوباء الخليجي أخذ ينتشر كالنّار في الهشيم في المنطقة ويصبّ جام غضبه على لبنان المسكين الغارق بأزماته.
كلّ ذلك إن دلَّ على شيء يدلّ على مدى تفاهة الإدارة السعوديّة فإذا لم تستح فافعل ما شئت.
من الواضح أنَّ هذا أقصى ما تستطيع السعوديّة القيام به فاليد السعودية لا تصل الى أبعد من أنفهم، تجدهم كالحمل الوديع أمام الذلّ الأميركي الخاضعين له وبكل ترحيب وسعادة غير آبهين لكرامتهم.
اليوم في لبنان أصبحوا أباطرة وأبطال وكل ذلك لإغاظة إيران وحزب الله، فالدول التي يجب أن تساعد لبنان وتسانده في أزماته تجدها في صفوف أعداءه لا وبل تضيّق الخناق على لبنان.
بعد كل ذلك لا أنتقد بحديثي الحكومة أبداً ولا ننكر الجهود التي يبذلها ميقاتي وفريقه لكن كلّ ذلك بعد هذه المرحلة لا فائدة منه، فلن يصلح العطّار ما أفسده الدهر، والوضع اللبناني يتهاوى يوماً بعد يوم وتتساقط أوراق الأمل، فحجر الدومينو الأوّل كان يهتزّ ويتمايل إلى أن دفعته السعودية وأذنابها.