صرّح وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في لقاء خاص مع الصحفيين، تحت الهواء عن الوضع الحالي مع السعودية وما تطوّرت إليه الأحداث نتيجة التصريحات التي أدلى بها جورج قرداحي وزير الإعلام، حيث قال بو حبيب إنّ الداعم الأكبر للقروض والهبات هو الاتحاد الأوربي وليس السعودية، طبعاً نحن نريد التعاون مع المملكة فمثلاً إذا كان أخوك مريضاً هل من المعقول أن تقول له عندما تشفى تعال وتحدّث إليّ!!!
“في هذه الحال نحن لا نريد هكذا أخويّة” هذا ما قالته السعودية آنذاك، وللتذكير لا ننسى مشكلة شربل وهبة الذي تمّت إقالته بناء على طلب السعودية، وطبعاً يجب ألّا تنسى السعودية هذا الموقف من قبلنا، لكنّها لم تقم أي وزنٍ لذلك وتناست ما قمنا به من أجلها عندما طلبت منّا”، وعن موضوع المخدّرات قال: “لو لم يكن هناك سوق بالسعودية لما تمّ تهريب المخدرات إليها، طبعا البنك الدولي ودول الخليج و السعودية خصوصاً قدّمت الكثير من الأموال لكن ليس للدولة وإنّما قدّمتها للانتخابات”.
وتابع: “إنّ قرداحي فيما لو استقال هل سترضى السعودية؟ لا لن ترضى لكنّها ستطلب المزيد، فقرداحي لم يقم بأيّ خطأ ولا يجوز للسعودية أن تحاسبه أو أن تلومه على ما قاله، فلبنان بلد ديمقراطيّ وتصريحات قرداحي جاءت قبل تعيينه وزيرأً وهي تعبّر عن رأيه فقط وليس رأي الحكومة وأضاف أنّه يخاف على قرداحي أن يكون كبش محرقة، طبعاً من باب الصداقة التي تجمعه مع قرداحي بعيداً عن العلاقة السّياسيّة الرّسميّة.
هذا ما قاله بو حبيب وزير الخارجيَة اللبناني لكن سرعان ما نفى هذه التسجيلات والتّصريحات في بيان له، وقال: “إنّ صحيفة عكاظ تقوم بصبّ الزّيت على النّار والأجدر بها تهدئة الأجواء”.
هذه التّصريحات مجتزأة و لم يكن القصد من ورائها كما سوّقت لها الصّحيفة، وكان على الوزير توخّي الحذر في تصريحاته وبالأخص في هذا التّوقيت، فالأجواء لا ينقصها مزيداً من التّوتر وزيادة الطّين بلّة.
من الواضح أنّ تصريحات الوزير بوحبيب كانت نابعة من ضميره كلبنانيّ، فما تقوم به السّعوديّة اليوم غير مقبول بكل الموازين وتدّخلها المفرط في الشأن اللبناني داخلياً وسياسيّاً فضح مساعيها الرّامية لإضعاف لبنان بهدف إعادة نفوذها كما كان في عهد الحريري.
عندما خرجت التسجيلات وتمّ تسريبها إلى العلن سارع الوزير بإنكار تلك التّصريحات والقول إنّهم أساؤوا ترجمتها وقالوا عن لسانه ما لم يقله، فالقصد منها ليس كما تمّ نشره ولا يريد تحميل لبنان مزيداً من المصائب فما يعانيه اليوم يكفيه.