بعد التصعيد والتهويل والتطبيل من قبل أنقرة لشن عمليّة عسكريّة في الشّمال السوري والسيطرة على المزيد من المناطق وبالأخص تل تمر، ما زال ذلك كلام في كلام، حيث لم تقم تركيا بتنفيذ أيّ عملية عسكرية بعد ولم تتحرّك متراً واحداً.
أوليس أردوغان من صرّح عن العمليّة العسكريّة في الأسبوع المنصرم متوعّداً القوّات الكردية بمهاجمتها وردعها عمّا قامت به من هجمات على القوات التركيّة المنتشرة على حدود المنطقة؟
يبدو أنّ القرار لم يعد بيد أنقرة ولا بيد أردوغان فهو ينتظر الإذن والموافقة.
نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مقالاً حول التّأثير الرّوسي والأميركي على قرار تركيا، وقالت إنّ أيّ هجوم تركي متجدّد في المنطقة لا يمكن أن يتم إلّا بموافقة أميركا، والوحدات الكردية تعمل غربي النهر خارج إطار قوات سوريا الديمقراطية وهي ليست محميّة من قبل الولايات المتحدة، وغرب النّهر يتواجد الرّوسي وإذا لم يتم منح الإذن من الجانب الرّوسي فلن يكون هناك دخول تركي للمنطقة.
ما كان يجب على أردوغان أن يستعرض عضلاته ويتفاخر بقوّاته في منطقة تتواجد فيها قوتين كبيرتين كروسيا وأميركا، فأين تركيا منهما وأين هي هيبة تركيا وأردوغان الذي بات لا يستطيع أن يفعل ما يقول؟
كلّ ذلك يضيّق الخناق على التركي و أصبح من الصّعب على أردوغان بهذه الظروف تنفيذ تهديداته في الشّمال السّوري فما عليه سوى حزم أغراضه وما تبقّى له من كرامة والعودة إلى أنقرة صاغراً.