يهتم الكيان الصهيوني وقادته، بدعم جهود أي طرف أو دولة تعادي ايران لأنها تعتبرها العدو الوجودي لها. وفي هذا السياق تأتي تغريدة رئيس حكومة الكيان الأسبق نفتالي بينيت على موقع تويتر مؤخراً، والتي أعلن فيها عن دعمه لمن وصفهم بالمحتجين في إيران قائلاً: “ان شجاعتكم ملهمة؛ والشعب الاسرائيلي معكم؛ ستهزمون الديكتاتورية؛ وآمل ان أزور طهران الحرة”.
لكن الأخطر هو ما كشفته إحدى القنوات الألبانية، خلال زيارة رئيس وزراء البانيا إلى الكيان المؤقت منذ مدة، تم خلالها الاتفاق على قيام الموساد ومنظمات وشركات الأمن السيبراني الإسرائيلية، بدعم وتدريب منظمة “مجاهدي خلق” المعارضة التي تتخذ من ألبانيا مقراً وقاعدةً لها، وذلك رداً على الهجمات السيبرانية التي نفذتها ايران منذ شهر تقريباً ضد أهداف لهذه المنظمة.
فمنذ شهر تقريباً، زار رئيس الوزراء الألباني إيدي راما الكيان، والتي تركزت أكثر لقاءاته فيها مع مسؤولي الدفاع السيبراني الإسرائيلي، كما التقى راما حينها بالعديد من المسؤولين كرئيس الوزراء المؤقت يائير لابيد ورئيس الكيان إسحاق هرتسوغ ومسؤولين آخرين.
وقد جاءت الزيارة بعد شهر تقريباً من قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بسبب اتهامات لها بأنها كانت المسؤولة عن شن سلسلة من الهجمات الإلكترونية ضدها في تموز وأيلول والتي أغلقت مؤقتاً العديد من الخدمات والمواقع الحكومية الألبانية على الإنترنت. وقال راما يومها أن تحقيق حكومته الذي تم إجراؤه بمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وشركة مايكروسوفت، كشف بأن الهجوم الإلكتروني لم ينفذ من قبل أفراد أو مجموعات مستقلة، بل نفذته الحكومة الإيرانية، واصفاً إياه بـ”عدوان الدولة”. وردا على ذلك، قام بطرد الدبلوماسيين الإيرانيين من البلاد. وقد نالت ألبانيا على خطوتها هذه الثناء في الكيان، معتبرين بأن إيران تمثل تهديدا مشتركا لهم ولألبانيا ومتعهدون بتقديم المساعدة لها بأي شكل من الأشكال في الجهود ضد إيران.
بحسب إحدى المقالات في موقع “foreign policy” فإن ألبانيا دائماً ما تتوق إلى الظهور كحليف ثابت للولايات المتحدة الأمريكية، وغالباً ما تتورط في قضايا جيوسياسية بعيدة عنها.
بدأ الخلاف بين إيران وألبانيا منذ سنوات، حينما بدأت الأخيرة في استضافة أعضاء من جماعة “مجاهدي خلق” بطلب من الإدارة الأمريكية، منذ العام 2013، حتى أنه تم نقل معسكر أشرف إليها، والذي كان في العراق في عهد صدام حسين.
يُقدر بأنه يعيش حوالي 3000 عضو من هذه المنظمة، في مجمع “أشرف 3” الشديد التحصين، والذي يحميه الأمن الألباني الخاص.
منذ العام 2013، نظمت “مجاهدي خلق” بانتظام الأحداث والقمم في ألبانيا، والتي جذبت العديد من الجمهوريين الأمريكيين المحافظين، بما في ذلك وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ونائب الرئيس السابق مايك بنس، الذي ألقى خطاباً رئيسياً في حزيران الماضي.
ويكشف المقال بأنه حصل لقاء ما بين السفير الإسرائيلي في ألبانيا “غاليت بيليغ”، وزعيمة المنظمة مريم رجوي، خلال زيارة له إلى جنوب ألبانيا في تشرين الأول الماضي.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الولايات المتحدة لإجبارها الحكومة الألبانية على استضافة هذه المنظمة وتدريب عناصرها وتجهيزهم في مجال التكنولوجيا الإلكترونية. محذراً من أن هذه المجموعة قد عملت باستمرار ولا تزال كأداة في أيدي الإدارة الأمريكية لتنفيذ أعمال إرهابية وهجمات إلكترونية وشن حرب نفسية اجتماعية ضد الحكومة والأمة الإيرانية.