لم يعد خافياً على أحد، بأن السعودية اليوم تقوم بتنفيذ ما وعد به ولي عهدها محمد بن سلمان سابقاً، خلال لقاءه مع الصحافي داوود الشريان، حينما قال له “لا ننتظر أن تصبح السعودية ساحة معركة، لكننا نحاول جر المعركة إلى إيران”، وهو ما عدّ يومها تصريح جديد لم يكن شائعاً في السياسة الخارجية السعودية.
فالأخيرة لا تخفي معارضتها لإيران منذ انتصار الثورة الإسلامية، ولطالما دعمت أعداء إيران في السر، مثل دعمها لصدام حسين في حربها المفروضة، أو دعمها لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي والمجموعات الانفصالية المتواجدة في سيستان وبلوشستان، وتمويلها لعمليات أجهزة الاستخبارات الأمريكية أو حتى الموساد ضد إيران، لكن هذا العداء بقي دائماً محجوباً بغطاء السرية، فيما بالعلن كانوا ملتزمين بخطاب دبلوماسي.
لذلك فإن ما يجري من أعمال تخريبية وحوادث قتل وتنشيط لخلايا داعش النائمة (في شيراز وأصفهان وخوزستان)، وللخلايا في سيستان وبلوشستان، تحمل بالتأكيد بصمات السعودية. لا سيما بعد فشل أعمال الشغب، في تحقيق أي إنجازات ميدانية منذ شهرين تقريباً.
وهذا ما أكد عليه وزير الاستخبارات سعيد إسماعيل الخطيب حينما كشف بأن للسعودية دور كبير إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واسرائيل، في محاولة زعزعة الاستقرار في إيران، خصوصاً لناحية التمويل. مبيناً بأن ايران تبنت حتى الآن الصبر الاستراتيجي بعقلانية حازمة، لكنها لا تقدم أي ضمانات لاستمرار هذا الصبر الاستراتيجي في حالة استمرار العداوات. مضيفاً بأنه “مما لا شك فيه، إذا أعطيت إرادة ايران للرد بالمثل ومعاقبة هذه الدول، فسوف تنهار القصور الزجاجية ولن ترى هذه الدول الاستقرار”.
وكذلك الأمر، كشف بيان استخبارات حرس الثورة الإسلامية ووزارة الاستخبارات، أنه بحسب المعلومات المتوفرة لديهم، فإن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) تلعب الدور الرئيسي في هذه الحرب المركبة، بالتعاون الوثيق مع المخابرات الخارجية البريطانية MI6، وجهاز الموساد، والمخابرات السعودية وعدة دول أخرى، بينما يقع التنفيذ على المجموعات الإرهابية المحلية.
وتقول المعلومات في هذا الجانب، أن أحد الأجهزة الأمنية الإيرانية قد استطاع خداع السعوديين بطريقة ما واستدراجهم، واستحصل منهم على مبالغ مالية ضخمة، لقاء تنفيذه (بشكل مفترض) أعمال شغب خلال الأحداث الأخيرة.