كانت بداية داعش من مدينة الموصل في العراق وبدأت معها الحرب الطاحنة والطويلة مع هذا التنظيم التكفيري الذي استفاد بشكل كبير من التجهيزات الأمريكية التي استولى عليها هناك ما جعله يتمكن من السيطرة على مساحات واسعة في العراق وسوريا، ولكبح جماح داعش كان لابد من إجراء من شأنه أن يخلص العالم من شر هذا التنظيم البشع فتم تشكيل التحالف الدولي الذي يضم العديد من الدول الأوروبية والعربية ومن ضمنها إيران كما تم إنشاء ما يسمى بالحشد الشعبي الذي حارب داعش بكل شراسة ودك صفوفها وكبدها الكثير من الخسائر.
لكن وللأسف حاد التحالف عن هدفه الرئيسي في محاربة داعش عندما تمت السيطرة نوعاً ما على المنطقة وبدأت داعش بالضعف والتقهقر ليتحول الهدف من هذا التحالف الدولي إلى التدخل بالشؤون الداخلية في سوريا والعراق ونهب الثروات الباطنية.
الجدير ذكره هو الدور العظيم للدول التي كانت تعمل بصمت وتساهم بكل ما تستطيع مالياً وعسكرياً لدعم سوريا والعراق لمحاربة داعش والنصيب الأكبر كان لايران.
وهنا تجدر الإشارة إلى الجندي المجهول الذي كان يعمل بالظل وقدم الكثير في سوريا والعراق في سبيل دحر داعش إلى أن اختتم أعماله بأن ارتقى شهيداً في سبيل هذه المهمة وهذا الجندي هو الحاج قاسم سليماني قائد لواء القدس.
ولمن لا يعرف من هوقاسم سليماني فليعلم أنه الاسم الأبرز في الصراع مع داعش، رجل إيران الذي اختار أن يقارع كل أدوات داعش وأنظمتها، رجل الميدان والسياسة من إيران الثورة، إلى سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن.
أثار غيظ أمريكا وإسرائيل لسنوات طويلة وكان الشوكة التي قبعت في حلوقهم، وكما جمع الشهيد سليماني في عمله بين الأبعاد العسكرية الجهادية والدبلوماسية والمعنوية والإنسانية، هو الذي يرتدي سترة القتال وخوذة الحرب ويحضر في الخطوط الأمامية، وهو نفسه ذاك الإنسان الذي كان يوصل الدواء والمواد الطبيّة والتجهيزات إلى بلاده المحاصرة اقتصادياً، وإلى أولئك الذين حاصرهم الإرهابيون في العراق وسوريا.
ولا يمكن أن ننسى الدور الكبير الذي قام به الشهيد قاسم في دعم وتمويل وتدريب وتسليح مختلف الفصائل الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يؤكّد جديّة سليماني وقوّة القدس وإيران في محاربة “إسرائيل” ودعم المقاومة.