بعض الأسماء تأخذ مكانها من الذاكرة بحيث لا يمكن أن تنسى أبداً مهما امتد الزمان، وقاسم سليماني أحد هذه الأسماء التي حفرت مكانها ليس بالذاكرة فقط بل في قلوب الكثيرين، هذا القائد الشجاع الذي لم يكتف بالجلوس والمشاهدة من غرفة العمليات وإنما قام بالنزول إلى الميدان وشارك بنفسه وكان يتواجد في ساحات القتال مع الجنود، وقاسم سليماني يستحق صفة القائد عن جدارة فقد قدم الكثير إلى أن نال الشهادة التي يسعى إليها.
لقاسم سليماني فضل كبير بخصوص الأزمة السورية فقد شارك بالكثير من المعارك المصيرية في حلب والشمال السوري وساهم بالقضاء على تنظيم داعش، ولا تتوقف الأمور هنا فقط فللعراق نصيب أيضاً من هذا البطل فله بصمة في بلاد الرافدين وتنظيم داعش لم يسلم منه هناك أيضاً.
ويعتبر الشهيد قاسم سليماني رمزاً للمقاومة والصمود ومحاربة الإرهاب في العالم ولا يمكن إنكار الشخصية العظيمة التي يمتلكها والنهج الخاص الذي يتبعه والذي يجب أن يستفيد منه العالم الإسلامي.
تجدر الإشارة إلى أن الشهيد تمتع بحياة مليئة بالعطاء والإنجازات الكثيرة والمتنوعة حيث تنقل بين عدة مسؤوليات وأنجز الكثير من الخدمات للأمة، حيث انخرط بالعمل الثوري ضد نظام الشاه والتحق بعد ذلك بالثورة الإسلامية وتولى حماية مطار محافظته ومنها انتقل إلى جبهات القتال في سوسنغرد وفي عام 1998 تم تعيينه قائداً لفيلق القدس في الحرس الثوري.
الجدير ذكره أن قاسم سليماني كان يلقب بالشهيد الحي لأنه خاض حروباً صعبة وقاسية دون خوف، لم يعرف الجلوس في المكتب بل دأب على العمل العسكري الميداني وتنقل من جبهة إلى أخرى طوال أربعين عاماً، ونتيجة لبطولاته وإنجازاته المشرفة تم تقليده وسام ذوالفقار وهي المرة الأولى في إيران التي يتم فيها منح هذا الوسام.
صحيح أن استشهاد قاسم سليماني كان ضربة قاسية للجميع لكنه مهد الطريق للأجيال القادمة لكي تسير على النهج ذاته، وإذا ظنت أميركا أنها اغتالت قاسم سليماني فهي واهمة لأنها بفعلتها هذه قامت بخلق مئة قاسم سليماني جاهزين لتقديم الغالي والنفيس لزوال إسرائيل.
#قسما