لا ندري إلى أي مدى ممكن أن تصل الحماقة التي تتصرف بها إسرائيل، فقد قام اليوم الوزير اليميني إيتمار بن غفير باقتحام مجمع المسجد الأقصى تحت مسمى زيارة قصيرة وبحراسة مشددة وقد بدى واضحاً بالصور وهو يتجول في الموقع تحت الحراسة، وقد قام بهذا الفعل الطائش على الرغم من تحذيرات الوزير الإسرائيلي السابق يائير لابيد بأن هذا الفعل من شأنه أن يشعل أعمال عنف في المنطقة.
كالعادة الدول العربية تكتفي بالتنديد بما فعله بن غفير باقتحامه الأقصى الذي يعد أحد أبرز الأماكن حاسسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث لا يمكن أن ننسى أن الانتفاضة الأولى قد بدأت شراراتها نتيجة اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون للمسجد الأقصى في عام 2000.
من المؤكد أن هذا الفعل سيكون بمثابة إحراج للدول العربية التي طبعت العلاقات مع إسرائيل لأنها ستضطر لأن تقف ضد إسرائيل بهذا الفعل وسيسبب أزمات في العلاقات وخصوصاً بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية نفسها لكن يبقى الموقف السعودي حيادياً كالعادة.
لا يمكن أن نتصور أن البلد الذي يعتبر بوصلة المسلمين في العالم يبقى صامتاً حيال اقتحام المسجد الأقصى الذي كان قبلة المسلمين الأولى، وما يزال إلى يومنا هذا منارة للعالم الإسلامي ورمز من رموز النضال ضد العدو الإسرائيلي المحتل.
من المتوقع أن لا يمر ما فعله بن غفير مرور الكرام وسيكون هناك ردة فعل عنيفة من قبل فصائل المقاومة ومن الممكن أن تنشب حرب طاحنة بين الطرفين وكل ذلك بسبب هذا الوزير الأحمق الذي يريد أن يمارس غطرسته وحماقته في غزة مستفزاً بذلك الشعب الفلسطيني بأكمله وضارباً عرض الحائط التحذيرات والتهديدات التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في حال افتحام المسجد.
الجدير ذكره أن كيان الاحتلال يرتكب الحماقات بين الحين والآخر، لكن هذه المرة ليست ككل مرة فالوضع في غزة بالأساس متوتر وما حصل اليوم من الممكن أن يكرر السيناريو في عام 2000 عندما تفجرت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ولكن ما حصل اليوم من الممكن جدا أن يكون شرارة النهاية لإسرائيل.
بن غفير عندما دخل الأقصى هولا يريد التحدي أو استعراض القوى لأن إسرائيل اليوم بالأساس ضعيفة ومشتتة، لكن نتيجة الإفلاس الذي تعاني منه إسرائيل عسكرياً وميدانياً ونتيجة لانعدام الثقة بين شعب الاحتلال وحكومته التي يراها ضعيفة ومهزومة، قام الوزير الأحمق بهذا الفعل الأخرق ليظهر بموقف القوة أمام الجميع لكن يجب عليه أن يضع في الحسبان أن دخول الحمام ليس كالخروج منه.