لم يتم الوصول حتى اليوم إلى صيغة يتفق عليها الجميع في مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس جديد، وبهذا الخصوص هناك الكثير من وجهات النظر وكل طرف يقوم بإلقاء اللوم على الطرف الآخر ويتهمه بالتعطيل، حيث أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يرى أن حكومة تصريف الأعمال هي حكومة الفريق واللون الواحد لكنهم غير قادرين على التفاهم والاجتماع، ومن وجهة نظره إن التركيبة الحالية هي ما تجعل محور الممانعة يسير بخطته نحو التعطيل بهدف زرع اليأس ودفع البعض للهجرة، ومن جهة أخرى يرى أن التوافق مؤمن في لبنان من خلال التركيبة في الدستور لكن مرة أخرى الممانعة وعلى رأسهم نبيه بري يعطلون انتخاب رئيس الجمهورية، يعني ذلك ومن وجهة نظر رئيس حزب القوات أن محور الممانعة هو الملام الوحيد بما يحصل في لبنان وعدم الوصول إلى انتخاب رئيس هو بسبب هذا المحور الذي يقوم بالتعطيل.
وفي الوقت الذي تنعقد فيه جلسات مجلس النواب من أجل انتخاب رئيس جمهورية كان هذا المحور الممانع يقوم بجهود جبارة من أجل حل أزمة الكهرباء في لبنان، حيث استطاع أن يؤمن الفيول من إيران لستة أشهر ما يساهم برفع التغذية الكهربائية إلى ثمان ساعات، والسؤال هنا: هل أصبح من يساهم بحل الأزمات على أرض على أرض الواقع هو من يعطل الآن أم أنكم اعتدتم الجلوس داخل المجلس مكتوفي الأيدي وتشاهدون لبنان يغرق في أزماته وتؤجلون الجلسة من أسبوع لآخر، وليس هذا وحسب بل تتهمون المحور وحزب الله بالتعطيل وعدم الوصول إلى رئيس لبناني جديد.
بالطبع كل هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح لأن أمريكا منعت تنفيذ استقدام الفيول الإيراني للبنان وهددت المسؤولين في لبنان بأن الفيول الإيراني خط أحمر.
لابد للإشارة إلى أن العرض الإيراني ما يزال قائماً وأمريكا هي التي تمنع هذا العرض، لكن في حال الحصول على استثناء من الأمريكان ستتحرك السفن الإيرانية إلى لبنان مباشرة وهذا الكلام كان على لسان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
من يريد التعطيل لا يقوم بحل مشاكل وأزمات لبنان ويساهم بمساعدة الشعب اللبناني وإخراجه من معاناته، بينما من يستمر باختلاق الأعذار ويرفض الفيول الإيراني بحجة الأمريكان ويضيق الخناق على الشعب اللبناني لا يحق له أن يحاضر بالوطنية ويتهم غيره بالتعطيل.