تحدثنا مراراً وتكراراً أن إسرائيل في الآونة الأخيرة كانت تلعب في النار وممارساتها الاستفزازية في المنطقة وانتهاكاتها المتكررة من شأنها أن تعود عليها بالخراب والدمار ورهانها على فصائل المقاومة كان أكبر خطأ ارتكبته، وذكرنا أنه سيكون هناك رد فعل على مجزرة جنين التي نفذها العدو الإسرائيلي في الأسبوع الماضي حيث استشهد عدد كبير من الفلسطينيين بينهم أطفال وجاءت المجزرة بعد سلسلة من الانتهاكات والاستفزازات في المنطقة والتصعيد من قبل حكومة نتنياهو حيث لم نشاهد أي ردة فعل من قبل المقاومة والشعب الفلسطيني، لكن المجزرة الأخيرة اقتضت أن يكون هناك رد فعل على المستوى الفردي للفصائل المقاومة حيث نفذ الشاب خيري علقم عملية أطلق فيها النار على عدد من الإسرائيليين في القدس أسفرت عن مقتل ثمانية منهم وإصابة عشرة على الأقل، وجاءت هذه العملية كرد فعل على ما اقترفه الصهاينة في جنين.
وبالرغم من كل ما تفعله إسرائيل لتظهر أمام شعب الاحتلال والعالم أنها قوية متماسكة يذهب أدراج الرياح وإسرائيل اليوم أضعف بكثير وتعاني من الانقسام والانشقاق والضعف الأمني والاستخباراتي، وهذه ليست أول عملية يتم تنفيذها بعمق مناطق العدو الأكثر حراسة وذات إجراءات أمنية عالية المستوى لكن بات من السهل جداً اختراق إسرائيل.
لا بد للإشارة إلى أن العملية تم تنفيذها بجهود الشهيد خيري علقم يعني بالعقلية الفردية وليست عملية تم التخطيط لها من قبل فصائل المقاومة، خلاصة القول أن شخص واحد قام بالاختراق وإرباك الجهاز الأمني الإسرائيلي وخلق حالة من التوتر والفوضى داخل الكيان فما بالك لو تمت عملية منظمة وفق تخطيط مسبق من قبل فصيل واحد فماذا يمكن أن يحدث؟، سنترك الإجابة للإسرائيليين أنفسهم لأنهم يعلمون أن قرداتهم الأمنية في أضعف مستوياتها وسياستهم مرفوضة على مستوى العالم والممارسات والانتهاكات التي يقترفونها في فلسطين آن لها أن تنتهي وقريباً جداً سيكون هناك رد قاسي جداً ستكون نتائجه كارثية على إسرائيل. بصريح العبارة نستبعد أن يكون هناك رد فعل إسرائيلي أو حماقة ممكن أن ينفذها العدو لأنه يدرك مستوى التهديد والخطر الذي من الممكن أن يتعرض له ويعلم تماماً أنه غير قادر على صد أي هجوم محتمل نتيجة للضعف على المستوى الأمني والاستخباراتي من جهة والمستوى العالي من الخبرة والتطور الذي وصلت إليه فصائل المقاومة حيث أن قوتها عسكرياً وتقنياً باتت وتضاهي ما وصل إليه العدو وربما أكثر.