دائماً ما كنا نشاهد الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل في كافة المحافل الدولية لاسيما عند ارتكابها لأي فعل ضد الانسانية وحقوق الانسان والقوانين الدولية لتسارع الأولى في الدفاع عنها وتبرير موقفها، وكانت إسرائيل هي الابن المدلل للولايات المتحدة لكن وبحسب الظروف والمتغيرات فإن الوضع أخذ بالتغير في الوضع الراهن وتصرفات الأخيرة وانتهاكاتها أغضبت العالم أجمع، حتى شعب الكيان نفسه انقلب ضد حكومته وبدأ بالتظاهر والانقلاب على الحكومة.
أدركت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الموضوع، لذلك تناقص الدعم الأمريكي لإسرائيل في الآونة الأخيرة، أقله سياسياً وإعلامياً، حتى أنها حذرت نتنياهو وحكومته من المضي قدماً بسياسة التطرف.
إسرائيل من دون الحماية الأمريكية لا تساوي شيئاً ويمكن اختراقها بمجموعة مسلحة واحدة، والسياسة المتبعة اليوم من نتنياهو هي محاولته الهيمنة على كل مفاصل الدولة وخاصة القضاء في إسرائيل، لكنه حتى الآن لم ينجح في ذلك، بل على العكس انقلب الجميع ضده وضد حكومته، والجدير ذكره أن كل مسؤول يعنيه نتنياهو له تاريخ حافل بالتطرف والفساد.
تجدر الإشارة إلى أن كل ما حصل مؤخراً في فلسطين من مجازر واعتقالات وصولاً لاختراق الأقصى والضربة الخلبية التي نفذتها إسرائيل في إيران وسوريا هي بسبب اليأس الذي وصلت إليه، فهي تعاني من ضعف أمني وعسكري وانشقاقات داخل صفوف الكيان والشعب غير واثق بالحكومة الحالية نهائياً، حيث تم اختراق جاز الأمن الإسرائيلي عدة مرات وبمجهودات فردية وتم تكبيد إسرائيل خسائر بشرية ومادية.
خلاصة القول إن الغريق يتعلق بقشة وإسرائيل وجدت القشة بأن تحاول صرف النظر عنها وعن ممارسات الحكومة الإسرائيلية وشغل الناس بأمور خارجية كأن توجه ضربات لإيران وسوريا وتحاول اللعب على الأطراف، ولكنها لن تنجح لعدة أسباب أهمها أن الضربة الخارجية يجب أن تكون حازمة وقوية وليس عن طريق الدمى، وإسرائيل لا تستطيع بهذا الوضع أن تضرب مثل هذه الضربات الاستراتيجية نتيجة الضعف الذي تعاني منه حالياً ولا تريد الاعتراف بذلك بل تستمر بالحماقات وارتكاب الأخطاء لتظهر بموقف القوة، لكن حتى تنجح بضرباتها عليها بحل مشاكلها الداخلية أولاً وكسب ثقة الشعب الإسرائيلي، وهذا ما لا يستطيع نتنياهو وشركاؤه من تنفيذه لأن التطرف الذي يخطو نحوه وسياسته القذرة ستعود بالخراب على إسرائيل.
وبالرغم من كل هذه الإشارات والتحذيرات لنتنياهو فإنه سيبقى على هذا النهج وسنشاهد المزيد من التصعيد في القدس وستكون هناك ضربات أخرى على أهداف جديدة، لكن هذه المرة لن يكترث أحد لأنها ستكون ضعيفة وغير ذات أهمية وأقرب أن تكون إلى الطفل الذي رشقك بالحجارة.