هناك من يقبع بصمت في هذا البرد ويعاني بشكل كبير في ظل انعدام كل مقومات الحياة وخصوصاً بين أوساط المدنيين المتواجدين في مناطق سيطرة قسد، الشمال السوري يعاني البرد والجوع و60% من المدنيين في الشمال السوري بدون مواد تدفئة وبالرغم من الانخفاض الشديد في درجات الحرارة وتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير فإن أحداً لم يحرك ساكناً وما تزال قسد تصر على موقفها برفض جميع التسهيلات والتسويات المقدمة من الدولة السورية.
الخيار الذي اتخذته قسد من الواضح أنه ليس بإرادتها وإنما أوامر من قبل الولايات المتحدة فهي تريد للمنطقة أن تبقى في وضع متوتر ولا تريد للحل السياسي أن يتم، لذلك وإلى الآن قسد ما تزال تحقق المصالح الأمريكية في المنطقة ولكن في الفترة المقبلة سيكون هناك حل سياسي والشمال السوري سيعود بالكامل لسيطرة الدولة السورية والخاسر الوحيد في هذه المعادلة ستكون هذه القوات والتابعين لها وستتبرأ منها الولايات المتحدة، لأنها وببساطة لن تعود تنفعها ومصالحها ستتغير وفقاً للمعادلة الحالية لا سيما أن هناك اتفاق روسي سوري تركي من أجل إنهاء الأزمة وإعادة التوازن للمنطقة.
قسد تعلم جيداً أن الولايات المتحدة ترعاها من أجل النفط الموجود في مناطق سيطرتها ومن أجل أن تضغط على تركيا كون قسد متواجدة على الحدود التركية أيضاً، فهم يريدون تشكيل دولة مستقلة بهم مدعومين من قبل الولايات المتحدة، بصريح العبارة النفط هو السبب الوحيد لبقاء قسد حتى الآن وأي تسوية وحل سياسي من شأنه أن يعيد النفط للدولة السورية ستقف الولايات المتحدة الأمريكية عائقاً.
قريباً كل هذا الوضع سيتغير وأمريكا ستكون مضطرة لقبول الحل السياسي من أجل إنهاء الأزمة السورية وعندها ماذا سيحل بقسد؟، لا شك أن الجميع سيتخلى عنهم وسيضطرون للدخول في تسويات مع الدولة السورية دون إطلاق رصاصة واحدة وعدم تكبد أي خسائر لجميع الأطراف.