أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية موجودون في طهران، منذ أمس الثلاثاء، ويمارسون مهام التفتيش بشكل طبيعي.
ونقلت وكالة أنباء “إيسنا” الإيرانية عن إسلامي قوله “علاقاتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستند إلى اتفاق الضمانات”.
وأضاف، تعليقاً على تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” الأميركية نقلاً عن أحد مفتشي الوكالة بشأن تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة عالية، “بخصوص المسألة التي أثارها أحد مفتشي الوكالة بشأن نسبة التخصيب، فإن مفتشي الوكالة موجودون في طهران ويقومون بجولات التفتيش منذ الأمس”.
وتابع إسلامي “نواصل تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونهتم دائماً بإزالة أي غموض”.
وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى أنّها تناقش نتائج أنشطة تحقق جرت مؤخراً مع إيران بعد أن ذكرت وكالة “بلومبرغ” للأنباء أن الوكالة رصدت اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 84%، وهو ما يقترب من درجة النقاوة اللازمة لتصنيع أسلحة.
وذكرت بلومبيرغ نقلاً عن دبلوماسيين أن الوكالة الدولية تحاول تحديد الكيفية التي وصل بها اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء بنسبة 84%.
وأضافت الوكالة أنّ المفتشين يحاولون معرفة ما إذا كانت إيران قد وصلت إلى هذه المرحلة عن قصد، أم أنه تراكم داخل شبكة الأنابيب المرتبطة بأجهزة الطرد المركزي.
في المقابل، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إنّ إيران لم تتخذ أي إجراء لتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 60%.
وأضاف في ردٍّ على ما نشرته “بلومبيرغ” أنّ وجود ذرات لليورانيوم المخصب بنسبة تتجاوز 60% هو أمر طبيعي أثناء عملية التخصيب، وشدد على أن الأهم هو المنتوج النهائي الذي لا يتجاوز تخصيبه 60%، وأوضح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلم ذلك بشكل جيد.
وأضاف كمالوندي أن طرح الوكالة هذه المواضيع على الإعلام يشير إلى أنها بدأت تفقد حيادها، وأن هذا بكل تأكيد يؤثر على مصداقيتها.
وفي السياق نفسه، أكّد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، أبو الفضل عمويي، أنّ طهران “أعلنت رسمياً أنّ هدفها هو التخصيب بنسبة 60%”.
وقال عمويي، في إشارة إلى تقرير “بلومبرغ”، إنّه “على الطرف الآخر أن يعلم أنه لا يمكنه الحصول على امتيازات من إيران في القضايا السياسية بهذه الألعاب الإعلامية”.
ورأى المسؤول الإيراني أنّ “نشر موضوع التخصيب في الإعلام الأميركي هو عبارة عن حرب إعلامية، ويأتي عشية الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الذرية”.
كذلك، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أنّ “إيران ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي واتفاقية الضمانات الشاملة”، وأنّ “التعاون المهني الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبدأ مهم”.
وقال كنعاني إنّ إيران “تتوقع من الوكالة أن تتصرف بمهنية فيما يتعلق بأنشطة إيران النووية السلمية، وأن تلتزم بمبادئ وأطر التعاون المهني والمتخصص مع الدول الأعضاء، بما في ذلك إيران”.
ورفض كنعاني “بشدّة” استخدام الوكالة “كأداة لإساءة استغلالها في عملية مفاوضات رفع العقوبات”، مشدداً على “وضوح إطار المفاوضات المتعلق برفع العقوبات الأحادية والقمعية عن إيران، والعودة المسؤولة لجميع أطراف الاتفاقية”، وقال إنّ ذلك “يجب أن يستمرّ في الإطار نفسه”.
وفي وقت سابق، أكّدت وزارة الخارجية الإيرانية، أنّ طهران تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقاً للحقوق والواجبات المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاق الضمانات الشاملة، “بطريقة بنّاءة، ولا تتأثر بالضغوط السياسية والدعاية للأطراف الأخرى”.
وجاء بيان وزارة الخارجية رداً على بيان أميركي – خليجي، حثّ إيران على “التعاون الكامل” مع المنظمة الدولية، فيما يتعلق ببرنامجها النووي.