ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ الولايات المتحدة أقرب إلى الانخراط في حربٍ أخرى في الشرق الأوسط أكثر مما يفهمه الكثيرون في واشنطن.
وبحسب الباحث في معهد هادسون، والتر راسيل ميد، ومن معاينته للمناقشات التي جرت في مؤتمر مجلس الأمن الإسرائيلي، فهو يعتقد أنّ “الولايات المتحدة أقرب إلى الانخراط في حرب جديدة في الشرق الأوسط أكثر مما يفهمه معظمهم في واشنطن”.
ويرى ميد أنّ تقليل هذا الخطر يتطلب تغييراً سريعاً وكاسحاً في السياسة، من إدارة لا تزال تكافح من أجل فهم أخطر أزمة دولية منذ أواخر الثلاثينيات.
وأشار الكاتب إلى أنّ “إدارة بايدن تولّت منصبها بوضع خطة جيوسياسية متطورة وجيدة التنفيذ، ورأت أنّ من خلال خلق مسافة بين الصين وزملائها من القوى الإقليمية، فإنها ستحل مشكلة الصين”.
ووفق الكاتب، “اعتقدت الإدارة أنّ خطتها أيضاً ستعمل على تهدئة روسيا من خلال استيعاب الرئيس فلاديمير بوتين، وستتمكن بالتالي من جعل الشرق الأوسط أكثر استقراراً من خلال إحياء الاتفاق النووي مع إيران”.
وأضاف: “منذ البداية، علمت الإدارة أنّ النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة في مأزق، لكنها قللت من خطورة التهديد وأساءت فهم أسبابه”، موضحاً أنه “يُحسب لها أنّ فريق بايدن رأى التحدي الصيني بوضوح منذ اليوم الأول، لكنه فشل في فهم مدى ضعف أسس القوة الأميركية، أو إلى أي مدى أصبحت الصين وروسيا وإيران وفنزويلا وسوريا مستعدة للتعاون من أجل إضعاف الهيمنة الأميركية التي استاءوا منها واحتقروها”.
كذلك، لفت الكاتب إلى أنّ الإدارة تواجه الآن مواجهات متزامنة في أوروبا والشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ “الولايات المتحدة لا تستطيع إجبار إيران وروسيا على تجنب الإجراءات التي تؤدي إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط”.
ولسوء حظ إدارة بايدن، فإنّ هذا ينطوي بالضبط على نوع من الموقف المتشدد في الشرق الأوسط الذي يكرهه العديد من الديمقراطيين، بما في ذلك كبار مسؤولي بايدن، بشدة، وفق الكاتب.
ورأى أنّ أفضل طريقة لتجنب الحرب، وتقليل المشاركة الأميركية المباشرة في حالة اندلاع الحرب، هي ضمان أن يكون حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط القدرة على الدفاع عن أنفسهم.