لا نعلم إلى متى ستستمر هذه المهزلة التي ترتكبها إسرائيل بحق المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، وما جرى مؤخراً من اقتحام الشرطة الإسرائيلية للأقصى بذريعة طرد من وصفتهم بمثيري الشغب ما هو سوى ذريعة واهية حيث أنهم وحسب الرواية الإسرائيلية قد أدخلوا مفرقعات نارية وعصي وحجارة وقامت بإيقاف حوالي 350 شخص في الحرم القدسي، وليس هذا فقط بل قصفت الطائرات الإسرائيلية قطاع غزة رداً على الصواريخ التي تم إطلاقها من القطاع باتجاه إسرائيل.
ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل باقتحام المسجد الأقصى لكن هذه المرة زادت نسبة التصعيد بشكل كبير، حيث قامت باعتقال الكثير من الفلسطينيين وتسببت بإصابات كثيرة نتيجة لاستخدامها الرصاص المطاطي والاعتداء بالضرب، ويعد ذلك جريمة غير مسبوقة بحق الفلسطينيين وهذا موضوع لم يعد بالإمكان السكوت عليه أو تأجيله.
من الطبيعي أن يكون هناك رد فعل قاسي من قبل فصائل المقاومة وحالياً مئات المصلين معتكفين في الأقصى للتصدي لدعوات جماعات يهودية تريد اقتحام المسجد بمناسبة الأعياد لديهم في هذه الأوقات، وعلى ما يبدو فإن الشرارة للانتفاضة الكبرى ستبدأ من هنا ولتتحمل إسرائيل نتيجة حماقاتها، لا يمكن السكوت على انتهاك مقدساتنا في فلسطين والعالم.
إسرائيل اليوم باتت عدوة المسلمين في كافة أنحاء العالم فما تقوم به دليل واضح على تعاملها بشكل متطرف وطائفي بشكل كبير، تريد تهويد القدس والأقصى كذلك والأمور لا تقف هنا بل تتهم الفلسطينيين بأنهم يثيرون أعمال شغب داخل المسجد ويقومون بإشعال المفرقعات ويتخذون من ذلك ذريعة للدخول وإلقاء القبض عليهم وضربهم.
لا ننكر أن ما يجري يشكل تهديداً كبيراً على المقدسات في العالم الإسلامي ويجب على الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكافة مكوناته لأن الأيام القادمة لن تكون أيام رخاء واستقرار، وعلى ما يبدو إن إسرائيل تريد التصعيد فيجب على المقاومة أن تكون مستعدة لحماقات جديدة وانتهاكات جديدة.