انتقلت العلاقات السورية العربية إلى مرحلة جديدة كلياً عما كانت عليه في السابق وخصوصاً بعد الزلزال الأخير الذي حدث في المنطقة، فالدول العربية أرادت سوريا أن تكون بينها في الجامعة العربية وكان ذلك قبل أن تحصل كارثة الزلزال، لكن البوابة الإنسانية في سوريا لفتح باب المساعدات كانت البداية لتصويب الأمور وعودة العلاقات العربية مع سوريا وذلك كان واضحاً بشكل كبير من خلال كم المساعدات الكبيرة التي قدمتها الدول العربية وعلى رأسها دولة الإمارات التي قدمت الكثير من الدعم للدولة السورية.
حتى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري قام بزيارة سوريا والتقى الرئيس السوري وهذا بحد ذاته مؤشر واضح على تحسن العلاقات بين سوريا ومصر، ولو أن الهدف من الزيارة بالظاهر إنساني لكن يحمل في طياته الكثير من المعاني والغاية عودة المياه لمجاريها وإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، فكما علم أنه مهما كبرت شقوق الخصومة بين الأشقاء العرب لابد من التئامها وإعادة سوريا للحضن العربي هو الخطوة الصحيحة لتصويب مسار العلاقات العربية لأن إخراجها بداية الأمر كان خطئاً جسيماً.
العلاقات بين سوريا والدول العربية أخذت بالتحسن بشكل كبير ليس فقط مع الإمارات ومصر حتى السعودية رحبت بالعودة السورية وفتح باب العلاقات العربية على مصراعيه مع سوريا، وشهدنا في اليومين الماضيين رغبة تونس بفتح السفارة التونسية في سوريا وتعيين سفير وبشكل سريع لإعادة الدبلوماسية بين سوريا وتونس، وفي القريب العاجل ستكون جميع سفارات الدول العربية في سوريا موجودة وفعالة والعلاقات ستكون ممتازة وكل ذلك لم يأتي من فراغ إنما نتيجة الإنتصارات التي حققتها سوريا خلال العشر سنوات الماضية ودحرها للإرهاب وعلاقاتها الدولية مع الحلفاء روسيا وإيران فقد كان لهم دور كبير في إعادة هيكلة موازين القوى في المنقطة وكسر الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على الشعب السوري والذي كان سبباً في تدهور الوضع الاقتصادي وصعوبة الحياة على المواطن السوري، وكل ذلك بسبب العقوبات وقانون قيصر الذي تزعم به أمريكا أنها عاقبت الدولة السورية، لكن في الحقيقة هي تسحق الإنسانية وتسبب المجاعة للشعب السوري، لكن الدول العربية كانت موجودة لنصرة إخوانهم في سوريا وتقديم العون والجميع لم يقصر دون استثناء والمرحلة المقبلة ستكون مرحلة رخاء وازدهار للدولة السورية.