مع كل عام يجري فيه احياء يوم القدس العالمي، الذي حدده الإمام الراحل الخميني، في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، يتأكد مدى أهمية هذا اليوم في كثير من الأسباب و أهمها
التزام إيران بقضية فلسطين قولا وفعلا، فهي ومنذ اليوم الأول لانتصارها رفعت راية فلسطين في سماء طهران بديلا عن راية الصهاينة التي سقطت مع سقوط نظام الشاه التابع للمستعمرين الأمريكيين واسرائيل ويوم القدس هو تجسيد لهذا الالتزام من قبل الجمهورية الإسلامية الايرانية وقيادتها وشعبها الذي يجسد بدوره هذا الالتزام بدعم مباشر للمقاومة الفلسطينية الشعبية والمسلحة، وتشكيل فرقة القدس المجندة لهذه الغاية وقد استشهد قائدها الفريق قاسم سليمان وهو يكافح ويقاوم لتحرير فلسطين .
و التأكيد على جذرية الصراع المستمر بين أصحاب الحق سكان فلسطين الأصليين، والمستعمرين والمستوطنين الصهاينة الذين احتلوا فلسطين بقوة الإرهاب والتنكيل والقمع الوحشي، وشردوا القسم الاكبر من ابناء فلسطين من ارضهم وديارهم.. وبالتالي إعادة وضع الصراع في مساره الصحيح باعتباره “صراع وجود وليس صراع حدود”، كما قال الزعيم انطون سعادة ، وان لا صلح ولا اعتراف ولا سلام مع الصهاينة الذين غزوا فلسطين بدعم من الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، ومكنهم، بعد ان منحهم وعدا استعماريا، من إقامة كيانهم الاستيطاني الاستعماري المصطنع على أرض فلسطين، وولادة ما سمي ب “إسرائيل”، الغدة السرطانية، كما وصفها الإمام الخميني، والتي ارادها المستعمر الغربي ان تكون خنجرا مسموما في قلب الوطن العربي، اي في الوسط بين مغربه ومشرقه. وقاعدة متقدمة للاستعمار لمنع وحدة العرب وابقائهم خاضعين لسيطرته، وبالتالي ضمان استمراره في نهب ثروات العرب النفطية وتحويل الدول العربية إلى دول تابعة للمركز الرأسمالي الغربي تستهلك منتجاته .
و لا شك أن قضية فلسطين إنما هي قضية أممية انسانية لا تعني العرب الفلسطينيين والأمة العربية فقط، بل تعني أيضا كل الشعوب والأحرار في العالم، وأن دعم نضال الشعب العربي في فلسطين إنما هو واجب ديني وانساني وأخلاقي يرتكز إلى الصراع بين الحق والباطل.. بين الشعب المضطهد في أرضه ووطنه، والمستوطنين المحتلين الذين استولوا على الأرض وطردوا سكانها منها . و الأهمية تكمن أيضاً بالاستمرار في تذكير الاجيال من عام لعام بأن هناك أرض محتلة، وأن القدس المقدسة مغتصبة وتتعرض للعدوان المستمر من قبل الصهاينة وان انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة إنما سببه استمرار احتلال الصهاينة لفلسطين وأن تحرير فلسطين وعودة أبنائها إليها هو السبيل لعودة الحق إلى أصحابه وتحقيق الأمن والاستقرار على أرض فلسطين .