يعلم الجميع أن المواقف السياسية تتغير وفقاً للظروف والمعطيات وتتبع بشكل رئيس للقوة، وشهدنا في الفترة الأخيرة تغييرات كبيرة في المنطقة على صعيد العلاقات بين الدول العربية في المنطقة وإيران، وكانت المفاجأة الأولى هي عودة المياه لمجاريها بين سورية والسعودية أما الثانية فكانت بين السعودية وإيران وذلك بالوساطة الصينية.
الجدير ذكره هو تراجع الرتم بين الولايات المتحدة والمملكة ويمكن وصف العلاقات بينهما بالمتوترة حالياً والاتجاه نحو القطيعة، كل ذلك يقودنا إلى أن السعودية بدأت تفكر بمصالحها بشكل جدي والتحرر من قيد الولايات المتحدة والاكتفاء بلعب دور التابع لها، بل تريد أن تأخذ مكانها الصحيح بين الدول العربية وبعض الدول الكبرى كالصين وإيران وروسيا، وبوجود هذا الحلف الجديد في الشرق يمكن القول أن العالم أمام بوصلة جديدة والأقطاب السياسية ستتغير بشكل جذري.
السعودية أدركت أن الولايات المتحدة أمام العملاق الروسي والصيني لن تصمد لذلك اختارت الجهة الأقوى، فالصين قريباً ستسيطر على الاقتصاد العالمي وجميع دول العالم ستبدأ بالبحث عن عملة جديدة غير الدولار الذي هيمن على الاقتصاد العالمي لفترة طويلة جداً من الزمن نتيجة عدم استغلال المواقف بشكل صحيح كما يحدث اليوم.
وتجدر الإشارة إلى أن قطع السعودية علاقتها بالأمريكان والتوجه نحو الشرق وإيران من شأنه أن يخفف التوتر بشكل كبير بل يلغيه أيضاً، حيث كانت البداية من اليمن فقد تقرر وقف التصعيد وإنهاء الأزمة وإنهاء الاقتتال بين اليمن والسعودية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه، وهذه خطوة من شأنها أن تزعج الولايات المتحدة لأنها هي من تريد إبقاء المنطقة العربية بحالة حرب لتضعف الجميع وتحافظ على التفرقة لتبقى مهيمنة على الخارطة.
والتقارب السعودي مع إيران يعني أيضاً التخلص من جيمع أنواع الإرهاب المتطرف الذي كان يتم تدريبه في بعض الدول الخليجية وإرساله إلى سوريا والعراق من أجل خلق البلبلة والأزمات وكل ذلك بدعم وتوجيه أمريكي، وبالعكس تماماً يمكن القول إن ثمرة هذه العلاقات هي تصويب الأمور فيما يخص فلسطين والفصائل المقاومة وتحويل الدعم إلى مكانه الصحيح حيث يجب أن يكون.