تعود سوريا رسمياً ومن خلال جلسة طارئة إلى مقعدها في الجامعة العربية وستشارك وفودها باجتماعات الجامعة اعتباراً من اليوم، جميع المعطيات الآن تشير إلى أن سوريا تسلك مساراً جديداً تماماً والأزمة رسمياً انتهت وقد بدأت مرحلة البناء والعمل للنهوض بسوريا نحو الاستقرار والازدهار.
زيارة الرئيس الإيراني والوزراء المرافقين له كانت نقطة البداية والإيعاز لبدء العمل بشكل جدي لإعادة الوضع في سوريا على ما كان عليه قبل الأزمة ولكن بشكل أفضل، واليوم سوريا تعود إلى مكانها الطبيعي بين إخوتها العرب وعلى مقعدها الذي بقي فارغاً طوال سنوات الأزمة، ولكن اليوم سوريا أقوى من ذي قبل وجاهزة للبناء وإعادة الإعمار والتعافي من آثار الحرب التي دمرت الكثير من البنى التحتية وضربت الاقتصاد الوطني، المهمة ليست سهلة والعودة تحتاج إلى الكثير من العمل وتحسين المستوى المعيشي، واقتصاد البلاد مهمة يجب أن تكون ذات أولوية قصوى، وبمساعدة أصدقائنا وحلفائنا في إيران والدول العربية سنتجاز كل هذه المحن وستعود سوريا أجمل مما كانت عليه.
بالطبع الدولة السورية ستتمكن قريباً من العودة إلى الجامعة العربية لكن لا شك أن هناك بعض التحديات التي تنتظرها لا سيما في حل الصراع المستمر منذ أكثر من عقد مع بعض الإخوة العرب، لكن كل ذلك لا يهم لأن سوريا لديها ما يكفي من الأصوات لاستعادة مقعدها وبقية المشاكل يمكن حلها تباعاً.
الجدير ذكره أن الجامعة العربية علقت عضوية دمشق منذ عام 2011 وفرضوا عقوبات سياسية واقتصادية عليها آنذاك وذلك نتيجة العنف الذي ساد البلاد على حد زعمهم، لكن اليوم الجميع أدرك الخطأ الجسيم بإبعاد سوريا عن الجامعة العربية وعن إخوتها العرب وعودة سوريا للجامعة العربية ليست مكسب لها وحسب بل لكافة الدول العربية لأنها فتحت بوابة التعاون والعلاقات بين إيران ودول الخليج وربما الدول العربية كافة في الأيام القادمة، وليس إيران وحسب بل أن روسيا والصين سيكون لهما دور كبير في المرحلة المقبلة مع العالم العربي وبذلك سنكون أمام مشهد تاريخي جديد سيغير موازين القوى في العالم.