يبدو أن السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته وخطة الإصلاح القضائي التي يزعمون المضي قدماً بها، تسلط بظلالها على مخاوف لدى حليفتها الولايات المتحدة حيث شهدنا في الأونة الأخيرة جواً من التوتر بينها وبين إسرائيل، ونتيجة لذلك حرصت الولايات المتحدة في عدة مناسبات على عدم إرسال دعوة لنتنياهو ما سبب سخط الأخير، وكانت ردة فعله بأن منع وزير دفاعه يواف غالانت من السفر إلى أمريكا وهذه ليست المرة الأولى التي يمنع فيها نتنياهو وزير دفاعه من السفر، فقد حدث ذلك لمرتين كونه لم يتلق دعوة من البيت الأبيض بنفسه.
نتنياهو مصر على غالانت على عدم قبول دعوة واشنطن لعقد اجتماعات مع مسؤولين أمنيين، وبالطبع هو يرتكب خطأ أحمق بفعلته هذه كون الولايات المتحدة هي الحليف الرئيسي القوي لإسرائيل ومن غير المنطق أن تكون له مواقف معادية أو مخالفة للولايات المتحدة، ومن الممكن أن يسبب ذلك تداعيات أمنية مستقبلية بين أمريكا والكيان.
هنا لا بد من الإشارة أنه وعلى مدى أربعة أشهر امتنع البيت الأبيض عن دعوة نتنياهو وسط مخاوف من خطة الإصلاح القضائي للحكومة وأجندة اليميني المتشدد لا سيما فيما يتعلق بالضفة الغربية، فقد ارتكبت إسرائيل الكثير من الحماقات والمجازر في الضفة واقتحمت الأقصى عدة مرات ما سبب احتقان الوضع الأمني في فلسطين في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من انقسامات داخلية ومظاهرات ضد الحكومة وسياستها المتطرفة وخطة الإصلاح القضائي.
كل تصرفات الحكومة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة غير منطقية وتثير الشكوك إلى مدى سلامة نتنياهو العقلية، فعلى سبيل التذكرة قام نتنياهو بإقالة غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي وذلك لأنه قام بالتحذير من التداعيات التي يمكن أن تسببه خطة الإصلاح القضائي وبالفعل كان هناك مظاهرات حاشدة وإضراب عام، ولكن وبعد أسبوعين فقط قام بإعادة غالانت إلى منصبه وذلك نتيجة تصاعد العنف والتظاهرات وخروج الأمور عن السيطرة، يعني ذلك أن تحذيرات غالانت كانت في مكانها.
جميع الطرق تقودنا إلى أن الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها نتنياهو حمقاء بالمطلق، فلا يوجد عاقل يقوم بفتح الجبهات على نفسه من كل جانب ويستفز حليفه الاستراتيجي الوحيد الولايات المتحدة الأمريكية، لا نعلم إلى أي مدى سيذهب نتنياهو لكن لا شك أنه سيتسبب بدمار إسرائيل وذلك ليس ببعيد.