يتواصل التصعيد بين قطاع غزة وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي وذلك بعد قيام الأخيرة باغتيال بعض قادة الفصائل الفلسطينية مع عوائلهم، وهذا التصعيد هو الأعنف منذ عدة أشهر فقد أسفر عن مقتل 29 فلسطينياً في القطاع وشخص أو ثلاثة في إسرائيل، بالطبع هناك جهود عربية من أجل وضع حد لهذا للتصعيد لا سيما أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أطلقت دعوات من أجل التهدئة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي أبدى نفس الرغبة.
ومصر تدخلت أيضاً وساهمت في لوصول إلى صيغة نهائية من أجل وقف إطلاق النار وذلك على حد قول بعض الجهات التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
في نهاية المطاف لا يمكن الوصول إلى صيغة اتفاق أو وقف لإطلاق النار إلا عن طريق إسرائيل نفسها، فهي من بدأت بإطلاق النيران واغتيال الفلسطينيين وضرب المدنيين، يجب على نتنياهو وحكومته تحمل ما اقترفته أيديهم وهذه المرة بالذات لا يمكن أن تمر مرور الكرام بدون أن يكون هناك حساب قاس لإسرائيل، وأي تهدئة أو هدنة ستكون شروطها صعبة جداً على إسرائيل.
ما تزال إسرائيل تقوم بغارات جوية تستهدف من خلالها قياديين في حركة الجهاد الإسلامي، وعلى لسان نتنياهو فقد استهدفت إسرائيل قائد القوة الصاروخية لمنظمة الجهاد الإسلامي في غزة وكذلك تم استهداف نائبه وقال إن كل من سيؤذينا سيدفع الثمن، وبحسب الجيش الإسرائيلي فقد تم إطلاق 1100 صاروخ من قطاع غزة على إسرائيل منذ يوم الأربعاء حتى اليوم وقامت منظومة القبة الحديدية باعتراض 279 منها.
الجدير ذكره أن العدو لا يصرح بشكل حقيقي عن ما يجري في الواقع، فالأضرار التي لحقت بكيان العدو أكبر بكثير مما يتم ذكره بوسائل الإعلام والقبة الحديدة عاجزة تماماً عن صد صورايخ المقاومة، فالعدد المذكور من الصواريخ التي تم إطلاقها من القطاع هو لا شيء يذكر وعدد قليل جداً مقارنة بالأيام القادمة فيما لو استمرت إسرائيل بقصفها للقطاع وتنفيذ غارات جوية وقتل الفلسطينيين، فإن كانت القبة بحسب زعم إسرائيل قادرة على صد 179 صاروخ من أصل 620 فماذا عساها تفعل إذا تعرضت إلى عشرة آلاف صاروخ دفعة واحدة، وبالطبع هذا الرقم غير مبالغ فيه أبداً لأن المقاومة لم تقم بضربة موحدة بعد من قبل كافة الفصائل الفلسطينية، ولكن إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه سنسمع أخبار صادمة في الأيام القادمة.
أما ما يخص الهدنة فمن غير المتوقع أن تحصل ولن يكون هناك تهدئة، فحماقة إسرائيل لا يمكن أن يتم السكوت عنها ولا تحتمل أي اتفاق بين الجانبين وغير قابلة للمساومة فدماء الفلسطينيين لن تذهب سدى.
تشير المعطيات إلى أن إسرائيل ستقوم بالرد على صواريخ المقاومة، حتى أن الجانب الإسرائيلي أوقف المحادثات بشأن وقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي نتيجة الصواريخ الكثيفة التي تم إطلاقها على إسرائيل صباح أمس الجمعة.
كافة دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تريد للأمور أن تهدأ لكن إسرائيل مصرة على مواصلة العدوان ولا تريد إنهاء الأزمة وأكدت أنها ستستمر بسياستها وتنفيذ الإغتيالات بحق قادة المقاومة، وهذا ما شأنه أن يشعل الوضع أكثر وأكثر لكن الغريب بالموضوع أن إسرائيل غير قادرة على مواجهة مثل هذا النوع من التصعيد وفي هذا التوقيت بالذات.
بصريح العبارة لن يكون هناك تهدئة وسيتم التصعيد بشكل أكبر في اليومين القادمين وإسرائيل على موعد مع آلاف الصواريخ الفلسطينية، لنرى ما يمكن أن تفعله القبة الحديدية أمام هذا الكم الهائل من الضربات.